المؤتمر الدولي تحت عنوان “نظام التعليم الإسلامي من منظور القرآن الكريم” برعاية برنامج الدراسات العليا بقسم دراسة التربية الإسلامية جامعة علوم القرآن جاكرتا

حضر العديد من الطالبات والطلبة من مختلف الجامعات بإندونيسيا للمؤتمر الدولي الذي أعده برنامج الدراسات العليا بقسم دراسة التربية الإسلامية جامعة علوم القرآن جاكرتا تحت عنوان “نظام التعليم الإسلامي من منظور القرآن الكريم”. افتتح المؤتمر الدولي من قبل طالبات جامعة علوم القرآن جاكرتا باللغة الإندونيسية، وابتدأ بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم للطالبة يسرية السعدة جمال الليل، وهي طالبة ماجستير بجامعة علوم القرآن جاكرتا والتي حازت بالمركز الثالث في مسابقة ترتيل القرآن الكريم على مستوى عاصمة جاكرتا لعام 2021، وأيضا الحائزة بالمركز الثاني في مسابقة ترتيل القرآن الكريم على نفس المستوى لعام 2022.ثم تليها أداء النشيط الوطني الإندونيسي لجميع المشاركين في المؤتمر.

ثم بعد ذلك قدمت رئيسة جامعة علوم القرآن جاكرتا الدكتورة نجمة الفائزة كلمة ترحيبية في هذه المناسبة السعيدة، كما قدمت عرضا موجزا عن أهمية التوحيد وعلاقته بالحياة اليومية، ومن ثم شرحت بشكل موجز عن تاريخ تأسيس جامعة علوم القرآن الكريم، ورسالتها وأهدافها السامية.

كما أضافت الرئيسة قائلة: “أما الغرض من إعداد مثل هذه المؤتمرات الدولية وخاصة فيما يتعلق بالتربية الإسلامية وربطها بالقرآن الكريم هو الإستكشاف بشكل أعمق والمعرفة بنطاق أوسع بجميع الأمور التي تتعلق بالتربية الإسلامية، وأيضا حتى نتمكن من النقاش بشكل مفتوح حول محور التربية الإسلامية في إطار القرآن الكريم من عدة جوانب مختلفة، بالإضافة إلى إبراز الدور الهام للتربية الإسلامية في تقديم المساهمات الإيجابية في حياة الإنسان. لذى أشكر جميع الجهات المشاركة في هذا المؤتمر الدولي، كما أشكر جميع من ساهم في إنجاح وإنجاز هذا المؤتمر الدولي والقائمين عليها”.

عقد المؤتمر الدولي برعاية برنامج الدراسات العليا بجامعة علوم القرآن جاكرتا يوم الجمعة الموافق 07-07-2023. كما استضاف برنامج الدراسات العليا إثنين من المتحدثين الدوليين وهما الدكتور سعيد بن جمعة، رئيس أكاديمية اقرأ العالمية للدراسات القرآنية بمكة المكرمة، والدكتور أشرف إشراقي بن جميل، أستاذ بجامعة مالايا الماليزية.

ينقسم المؤتمر إلى فقرتين رئيسيتين، فقرة صباحية تبدأ من الساعة الثامنة صباحا بتوقيت إندونيسيا الغربية، وفقرة مسائية تبدأ من الساعة الثانية مساءا بتوقيت أندونيسيا الغربية أيضا.

قامت السيدة ريغيتا رافينا بتقديم الفقرة الأولى للمؤتمر، وهي طالبة ماجستير ببرنامج الدراسات العليا قسم دراسات التربية الإسلامية. وقالت في كلمة قصيرة مفادها هي أن القرآن الكريم هو أساس الحياة كلها، فهو مصدر النجاح والفلاح، وهو مصدر مجد الإنسان ورقيها.

المتحدث الأول في الفقرة الأولى هو الدكتور أشرف إشراقي بن جميل، وهو أستاذ بجامعة مالايا الماليزية. وقدم بحثا بعنوان “مفهوم التربية من منظور القرآن الكريم”. ثم وضَح عدة نقاط مهمة كالآتي: القرآن الكريم هو أساس الحياة، وأيضا أسلوب حياة، كما قال أن مفهوم التربية الإسلامية يتكون من منهجين رئيسيتين وهما التأديب (الحكمة) والعدالة (العدل)، فينبغي غرس هذان المنهجان تدريجيا في عقل الإنسان، لأن التربية لا يمكن أن يتم بناؤها بشكل كامل في ذهن الإنسان إلا بهذه الطريقة وبشكل تدريجي.

المتحدثة الثانية هي الدكتورة شاهده رينا. وهي أستاذة ومحاضرة ببرنامج التربية الإسلامية ماجستير، جامعة علوم القرآن جاكرتا.

قدمت الدكتورة رينا شاهدة بحثا بعنوان “إستقصاء العوامل المؤثرة التي تشجع الطالبات في تعلم القرآن الكريم وحفظه”. أوضحت الدكتورة رينا إلى أن هناك العديد من الدراسات التي تظهر عن مدى رغبة طالبات الجامعة في تعلم القرآن الكريم وحفظه بشكل متزايد، كما تكشف معظم الدراسات أيضا إلى أن الدعم المعنوي من قبل الوالدين وأولياء الأمور، وأيضا ظروف البيئة المناسبة تعد من أهم الحوافز التي تشجع الطالبات في تعلم القرآن وحفظه بشكل أكثر سهولة.

المتحدثة الثالثة الدكتورة ميسرة

صرحت الدكتورة ميسرة في كلمتها بأهمية سائر العلوم بجميع أنواعها، لأن مصدرها الأصلي هو القرآن الكريم، فيجب صياغة جميع أنواع العلوم من قبل الأساتذة والمعلمين بشكل جيد ومفيد وبطريقة تناسب الشريعة الإسلامية، مثل العلوم الإجتماعية والعلوم السياسية والعلوم الإقتصادية وغير ذلك، والسبب في ذلك كما قالته الدكتورة ميسرة من قبل أن جميع العلوم سواء العلوم الدينية أو العلوم الدنيوية مصدرها من الله تعالى عن طريق القرآن الكريم، والصيغة الإسلامية ينبغي أن تكون مبنية على التربية الإسلامية الموجودة في القرآن الكريم أيضا.

أما في الفقرة الثانية من المؤتمر والذي قدمه السيد رفيق الأخيار، هو طالب ماجستير من قسم دراسات التربية الإسلامية ببرنامج الدرسات العليا جامعة علوم القرآن جاكرتا، قال في كلمة قصيرة مفادها عن وظيفة القرآن الكريم ودوره المهم جدا في الحياة، والهدف من وجود القرآن الكريم هو أن نعيش حياة كريمة وبأمان واستقرار في الدنيا وفي الآخرة.

المتحدث الأول في الفقرة الثانية هو الدكتور سعيد بن جمعة، وهو رئيس أكاديمية اقرأ العالمية للدراسات القرآنية بمكة المكرمة، وتحدث الدكتور سعيد عن معنى الإعجاز في القرآن الكريم، وهو ما يعجز عنه العقل البشري، أو بكلمة أخرى هي الخارج عن حدود القدرة البشرية. وأضاف الدكتور سعيد معلومات عن الفوائد التي لا تعد ولا تحصى في قراءة القرآن الكريم، فمن أهم فوائدها هي أن في القرآن الكريم شفاء ودواء مجاني من عند الواحد الأحد مما لديه القدرة في علاج شتى أنواع الأمراض والأوبئة، لأن القرآن الكريم معجزة ابدية للإنسان حتى يوم الدهر، والقرآن الكريم هو آخر كتاب أنزله الله سبحانه وتعالى على البشرية كلها والذي يحتوي على النذيز والبشير، كما أنه يحتوي على الدعوة وعبادة الله وحده .

المتحدث الثاني الدكتور بحر الرازي. وهو أستاذ ومحاضر ببرنامج التربية الإسلامية ماجستير، جامعة علوم القرآن جاكرتا.

قدم الدكتور بحر الرازي بحثا بعنوان “فهم القرآن الكريم بعدسة التربية الإسلامية”. وصرح فيه أن الله سبحانه وتعالى أنزل علينا القرآن الكريم للناس أجمع من أجل أن نعيش سعداء، ولم ينزل الله عز وجل القرآن الكريم للرسل والأنبياء ولمصلحتهم فقط. وذلك جليا في قوله تعالى في سورة طه آية 2: (ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى). فهذه هي الحياة، لا يفهمها إلا من ذاق طعم الحياة، الحياة هي من ترفع شأن المرأ أو تسقطه.

المتحدث الثالث الدكتور عبيد الله سلامة الغفاري. وهو أستاذ ومحاضر ببرنامج التربية الإسلامية ماجستير، جامعة علوم القرآن جاكرتا.

قدم الدكتور عبيد الله سلامة بحثا تحت عنوان “تعليم القرآن الكريم بالطريقة الموضوعية في التربية الإسلامية”. وصرح الكاتب بأن الطريقة الصحيحة في تعلم التفسير الموضوعي بأن لا نبحث عن جميع الأيات بشكل عشوائي، ولكن نبحث فقط عن الأيات التي تتعلق بالموضوع التي نسلط الضوء عليه، كما أنه ينبغي علينا أن نعرف عن أسباب نزول تلك الآيات، بجانب ذلك هناك الكثير من طرق المناهج العلمية التي اتخذها العلماء في تأليف كتبهم ولكن يصعب على الطالب أو الباحث اتباعه أو التقليد بها كالمنهج التحليلي، ونقل الدكتور عبيد الله عن القرافي قائلا: “أن القرافي قام بتوحيد ثلاثة معايير في تفسير المصطلحات المستخدمة في القرآن الكريم، بمعنى طالما كانت تلك المصطلحات مناسبة مع العرف في اللغة العربية ومتفقة مع كلام العرب ولغتهم في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأيضا متوافقة مع إرادة الله سبحانه وتعالى فهذا التفسير صحيحا”.

المتحدثة الرابعة الدكتورة سري ويدي أستري، وهي أستاذة ومحاضرة ببرنامج التربية الإسلامية ماجستير، جامعة علوم القرآن جاكرتا.

أوضحت الدكتورة سري في بحثها بعنوان “دوافع الطالبات في اختيار تعلم القرآن الكريم عبر وسائل التواصل الاجتماعي” عدة أمور كالتالي: إن التربية الإسلامية تعلمنا الكثير من المهارات في مختلف المجالات كالقراءة والكتابة، والتدبر والتفكير وتحليل موضاعات متنوعة، كما تعلمنا أيضا كيفية تنمية وإبتكار أشكال مختلفة من العلوم  والمعارف التي هي مبنية على أساس القرآن الكريم والسنة النبوية، فبناء على ذلك من  الضروري علينا أن نكون مبدعين في تطوير تلك العلوم، وأن نكون قادرين على التكييف والإستجابة لتطورات التكنولوجيا الحديثة التي تتطور بشكل مستمر وسريع يوما بعد يوم. فكما نرى في وقتنا الحاضر أن الدراسات التي تتمحور حول القرآن الكريم وكل ما يتعلق به من علوم أصبحت تسلط الضوء عليه في العديد من الدراسات ومجالس النقاش والمحاور العامة، وصارت كل ما يتعلق بالقرآن الكريم دائرة من المواضيع التي يركز فيها الجميع للبحث عنه. لكن للأسف الشديد إلى الآن لاحظنا أن ليس هناك جديد في إعداد وتهيئة طرق التعليم في كل ما يتمحور بالقرآن الكريم، وتعتبر أكثرها طرق أساسية وكلاسيكية إلى حد ما بطبيعتها. من أجل ذلك قدمت الدكتور سري ويدي أستري هذا البحث تحت عنوان “دوافع الطالبات في اختيار تعلم القرآن الكريم عبر وسائل التواصل الاجتماعي” بناء على مشاكل التعليم التي كثيرا ما نواجهها في هذا العصر، وأيضا طريقة تعليم القرآن الكريم التي تحتاج إلى الكثير من التحديثات لمواكبة هذا العصر الرقمي من خلال استخدام التكنولوجيا واستغلاله بشكل صحيح، وأيضا عن كيفية الاستفادة من وسائل التواصل الإجتماعية الشائعة جدا وخاصة في العالم العربي مثل تطبيق التلغرام كوسيلة فعالة وسهلة لتعليم القرآن الكريم.

20230710_232532

20230710_232543

 

20230710_232757

20230710_232710